اخبار كريبتو

بداية الاموال وتطورها عبر التاريخ وصولاً الى البيتكوين

 

هنتكلم النهاردة عن بداية النقود وتطورها عبر التاريخ الي ان نصل العملات الرقمية عملة البيتكوين .. لن ندخل الي تفاصيل الموضوع بل فقط افكار بسيطة لايصال الفكرة . سنتحدث بداية من نظام المقايضة اول ما عرفة الانسان الي استخدام الاصداف الي الذهب ثم العملات الورقية ثم البطاقات الورقية ثم البتكوين 





نظام المقايضة 


 في القدم لم يكن هناك أموال حيث كان الناس يعتمدون بشكل اساسي على مقايضة السلع. ساهم صغر المجتمعات وقلة السلع في ذلك الوقت بالحد من ظهور مشاكل عيوب هذه المنظومة مع تضخم المجتمعات وزيادة تعدد أصناف السلع بدأت تظهر مشاكل عدة نختصرها بنقطتين: - 
صعوبة تسعير السلع بين بعضها البعض - صعوبة المقايضة في حال لم يرغب تاجر السلعة بسلعة المقايضة
 لجأت المجتمعات لاستخدام وسط تبادل تجاري لحل مشاكل نظام المقايضة واستخدمت الاصداف وبعض الصخور كوسط تجاري ذو قيمة متفق عليها فمثلا الصدفة تعادل كيلو من الأرز أو القمح وقس على ذلك  سَهل وجود الاصداف والصخور العمليات التجارية بين الافراد فصار من السهل مثلا ان يشتري مزارع التفاح بعض البرتقال وان لم يكن مزارع البرتقال يرغب في التفاح وذلك لإمكانية الاحتفاظ بالاصداف لاستخدامها عند الحاجة حيث انها لا تفسد مع مرور الزمن 
 ظهرت مشكلتين اساسيتين في الاصداف والصخور تتلخص في صعوبة نقلهم للمعاملات الضخمة، تلفهم عند التخزين والاهم توفر الاصداف بكثرة في المناطق الساحلية قلل من قيمتها مع تطور سبل التنقل. برزت في هذه الفترة قاعدة العرض والطلب فكلما زاد توفر سلعة قل سعرها والعكس صحيح.  لم تعد الاصداف ذات قيمة فهي ليست نادرة مثلما كانت سابقاً مما ادى لإجبار الناس على البحث عن وسط تجاري جديد بطبيعة نادرة يصعب توفيره بكميات كبيرة. 


التعامل بالذهب 




 اتجه الناس للتعامل بالذهب حيث يستوفي الشروط المطلوبة فأصدرت عملات من الذهب بأوزان مختلقة سهلت التجارة و لذلك ازدهرت بشكل كبير في هذه الحقبة  تميزالذهب بندرته المحكومة بخواص تركيبته الكيميائية وتوفره في طبقات الارض فالتطور في وسائل التنقيب لم يكن كافيا لتوفيره بقدر الطلب مما ابقى على قيمته لفترة طويلة ولكن ظهرت مشاكل جديدة في منظومة الذهب ولكن هذه المرة ليست بندرتها  تتلخص مشاكل استخدام الذهب كوسط تجاري بعدة امور نلخصها بالآتي: - 
ثقل الذهب في حال نقل كميات كبيرة - صعوبة تجزئة العملة الذهبية - ازدياد حالات الغش في الذهب (بالطلاء او بالشوائب)  تدخلت الحكومات لحل هذه المشاكل فصارت تحتفظ بالذهب في البنك المركزي للدولة وتعطي مالك هذا الذهب بعد فحصه صك يثبت ملكيته. استخدمت هذه الصكوك كوسيلة تبادل تجاري بين الافراد. عند شراء اي سلعة يكفي استخدام صك ملكية الذهب لإتمام العملية التجارية دون الحاجة للذهب ذاته وبذلك ظهرت اول ملامح للعملة الورقية.

العملة الورقية وبدايتها 





 لذلك اصدرت البنوك المركزية اوراق نقدية مدعومة بالذهب بحيث كل ورقة تعبر عن وزن معين من الذهب.  وقعت الحكومات في مأزق فعند الدخول في حروب او زيادة مصروفات الدولة لم تستطع توفير السيولة الكافية لمصروفاتها فكان الخيار اما زيادة الضرائب وهو ما يرفضه الشعب او فك ارتباط العملة بالذهب وهذا ما اختاروه.  كانت الفكرة ان تقوم طباعة العملة الورقية محل انتاج الذهب حيث لا يتم طباعة الكثير من الاموال مما يفقدها قيمتها كحال تنقيب الذهب.  لم تلتزم الحكومات بهذا القرار وصارت العملات تطبع من الحكومة كلما احتاجت الى بعض الاموال مما شكل مشاكل اقتصادية ضخمة بسبب كثره الاموال المطبوعة فكما ذكرنا سابقا كلما زاد توفر الشيء قلت قيمته.  مع مرور الزمن بقيت قيمة العملات في هبوط دائم فمثلا الدينار قبل ٣٠ سنة يملك قدرة شرائية اكثر بكثير من الدينار اليوم. لم تزداد الاسعار ولكن قلت القوة الشرائية للعملة الورقية. نستطيع التحقق من ذلك بسهولة بالمقارنة مع الذهب.  لنفترض انك اشتريت ذهب بقيمة دينار قبل ٣٠ سنة وادخرت ديناراً آخر. سترى اليوم بوضوح كيف ان الذهب سيكون يملك تقريبا نفس القدرة الشرائية مما كان عليه قبل ٣٠ سنة اما الدينار فلن يستطيع ان يشتري ما كان يستطيع شراءه عندما ادخرته.  لن نتطرق اكثر في المشاكل الاقتصادية المترتبة من فك الارتباط بالذهب وسنفصل بالتطور المالي اللاحق لذلك وهو البطاقات البنكية.


البطاقات البنكية وظهورها






 كانت قفزة ضخمة فهي بطاقة صغيرة الحجم، سهلة النقل، تحفظ رصيدك البنكي دون التأثر بمقدار الرصيد المحفوظ.  كما كان مع كل تغير وتطور للنظام المالي توسع في التجارة. فبعد هذه التطورات صار النشاط التجاري واسع وغير محدود بحدود دول او اختلاف بنوك فصار النظام العالمي مرتبط ببعضه البعض بقوة.  لعبت البنوك دوراً هاماً في هذه التطورات وادراج التكنولوجيا في الاقتصاد ولكن في المقابل تأخذ البنوك رسوم وعمولات جزاء الخدمات التي تقدمها وصارت هذه الرسوم في بعض الاحيان ضخمة لم يعد الناس يرغبون بها.  كذلك برزت مشاكل الحوالات المالية بين الأفراد في بنوك مختلفة او دول مختلفة فكانت بالإضافة للرسوم العالية فإنها تأخذ وقت طويل لإتمام الحوالة.  استنكر الناس هذه السلبيات للبنوك لكن لم تكن بالقدر الكافي للبحث عن بديل ولكن بعد الانهيارات الاقتصادية المتكررة التي لعبت البنوك فيها دوراً رئيسياً ،بدأ الناس بفقدان الثقة في البنوك ولذلك بدأ البحث وهنا تبدأ قصة البيتكوين ولماذا هو التطور المنطقي للنظام المالي

بداية ظهور البيتكوين 




  في ٢٠٠٩، نشرت ورقة بعنوان “البيتكوين - نظام نقد الكتروني قائم على مبدأ الند بالند” من شخص مجهول يدعى ساتوشي ناكاموتو يشرح فيه نظام جديد يسمح للمدفوعات أن ترسل بين الأفراد دون المرور عبر المؤسسات المالية 
 لتبسيط فكرة البيتكوين. لنتخيل معا ان في احد القرى هناك عبقري يستطيع حفظ حساب كل شخص في القرية وفي اي عملية تجارية يتم اخباره ليقوم بتحديث حسابات أهل القرية.  مثلا إن اشترى أحمد من خالد بمبلغ ٥ جنية ، يُحدث العبقري حساباتهم فيقول لأحمد رصيدك المتبقي ٩٥ بعد ان كان ١٠٠ ورصيد خالد ٢٠٥ بعد ان كان ٢٠٠. مقابل خدمته يأخذ عمولة بسيطة  فكرة بسيطة وجميلة لكن بها عيب بارز جدا فماذا لو قرر العبقري ان يكذب ويقول ان رصيده ٥٠٠٠ بينما رصيد أحمد الذي هو على خلاف معه صفر. كيف سيثبت أحمد رصيده الفعلي ،كيف ستتم مراقبة حساب العبقري نفسه!  الحل لهذه المشكلة هو ايجاد اكثر من مدقق على الحسابات ومع زيادة عددهم يصعب التلاعب. لنتخيل ان في القرية ١٠ مدققين وفي اي عملية تجارية يتم ابلاغ المدققين بالعملية للتحقق من صحتها. يحتاج ان يتفق اغلبية المدققين ان العملية صحيحة ليتم تعميمها في سجلات الباقي. 
 السؤال ماذا لو استبدلنا المدققين بأجهزة كمبيوتر؟ هذه ببساطة شديدة فكرة البيتكوين ،اقترح ساتوشي ناكاموتو (شخص مجهول الهوية) نظام مالي الكتروني بحيث يكون هناك سجل حسابات عام مشترك بين الحواسب المدققة (تمت تسميتهم معدنين أسوة بمعدنين الذهب.  في أي عملية مالية على الشبكة يقوم الحاسب بتوثيقها عن طريق حل مسائل رياضية معقدة لتأكيد صحتها.  تتواصل حواسب التعدين مع بعضها البعض عن طريق شبكة البيتكوين المسماه بـ البلوكتشين. ببساطة هي عبارة عن سلسلة من الحلقات التي تحتوي على معلومات مترابطة بطريقة تمنع تعديلها ولكن يمكن اضافة حلقة جديدة للسلسلة بمعلومات جديدة.  تسمى كل حلقة من هذه السلسلة بـ”البلوك”. كل بلوك في البلوكتشين يحتوي على بيانات التحويلات المالية في فترة زمنية معينة. مهمة المعدنين هي التأكد من صحة البلوك وإضافته للبلوكتشين ومن ثم تعميمه على باقي المعدنين بحيث يصبح لجميعهم نفس السجل من دون تدخل اي مؤسسة مالية.  نفهم من ذلك ان شبكة البيتكوين هي شبكة يشغلها المعدنين ويستخدمها الافراد ولا يمكن ايقافها الا بإيقاف جميع المعدنين حول العالم وهذا مستحيل واقعيا. لذلك تسمى البيتكوين عملة رقمية لا مركزية لأن المجتمع المؤمن بها يديرها وليس شركة او جهة معينة.  السؤال لماذا يقوم الناس باستخدام حواسبهم للتعدين بشبكة البيتكوين؟ ببساطة تقوم شبكة البيتكوين بمكافئة المعدنين لكل عملية اضافة بلوك جديد بعدد من البيتكوين اضافة الى ان عمولات الحوالات المالية في البلوك الموثق يكسبها المُعدن.  كثيرا ما يتم تشبيه تعدين البيتكوين مع تعدين الذهب في المناجم فكما ان تعدين الذهب ينتج ذهب جديد لم يكن متوفرا في السوق ليتم تداوله ،تعدين البيتكوين ينتج بيتكوين جديد ايضا. حرص ساتوشي ان لا يكون انتاج البيتكوين لا محدود بل مثل الذهب يتناقص كلما تم تعدينه.  وكالذهب انتاج هذا البيتكوين ليس مجانياً بالنسبة للمعدنين فهم يدفعون قيمة الكهرباء التي تشغل أجهزة التعدين بالإضافة للمبالغ الضخمة لشراء الأجهزة ذاتها.  لذلك يقوم المعدنين ببيع بعض البيتكوين لتغطية المصروفات. وللمحافظة على ندرة البيتكوين مما يأثر ايجاباً على قيمته ،تقوم شبكة البيتكوين بعملية تسمى التنصيف وهي عملية تقليل مكافأة البلوك للنصف  بدأ البيتكوين بمكافأة تقدر ب ٥٠ بيتكوين لكل بلوك ولكن قلت مع مرور الوقت مما زاد من ندرة البيتكوين. فسهولة توفيره للسوق قلت بكثره بعد ان نصفت المكافأة لـ ٢٥ ومن ثم ١٢.٥ والآن ٦.٢٥  طبعا التساؤل المعتاد ما هو أقل مبلغ لشراء البيتكوين؟ ببساطة تم تقسيم #البيتكوين ل ١٠٠ مليون جزء يسمى كل جزء ساتوشي كما الفلس للدينار. تستطيع بكل بساطة ان تشتري اجزاء من البيتكوين بالمبلغ الذي تريد استثماره فلا حاجة لشراء بيتكوين كاملة للدول في البيتكوين.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-